القواعد الذهبية للعناية بالنباتات المنزلية

خلال العام الماضي زاد اهتمامي بالنباتات المنزلية بشكل كبير جداً. هذا العام ليس تجربتي الأولى في تربية النباتات المنزلية، فقد بدأ شغفي واهتمامي بها مُنذ سنوات، لكنني مررت بمرحلة فتور وخمول في تربيتها كانت مُصاحبة لحالة نفسية ومزاجية سيئة، ثم انتقالي من منزل لآخر، وتجربة الحمل والولادة أيضاً. بدأت في إحضار نبتتين أو ثلاثة على استحياء في أواخر عام 2017، ثم زاد العدد وتضاعف خلال 2018، وتزايد معه اهتمامي وشغفي بتعلم الكثير عن النبات وكيفية تلبية احتياجات كل نوع منه على حدة، خاصة بعد اكتشافي لمجتمع كامل ومُثير للإعجاب من مُحبي النباتات المنزلية على انستجرام.

مع كل مُشاركة مني لصورة نبتة جديدة حصلت عليها أو انجاز قمتُ به، أو إخفاق أدى إلى موت النبتة، كُنت أجد تفاعلاً كبيراً ممن يُتابعون حسابي على ما أُشاركه. كُنت سعيدة بمشاركة خطوات ما أفعله و ما أتعلمه، و مؤخراً طلبتم منكم مُشاركتي بالأسئلة التي تودون طرحها بخصوص البدء في تربية النباتات المنزلية حتى اُجيب عنها في حدود معرفتي لعلها تُساعد في كسر حاجز الخوف لدي كثيرين من أخذ هذه الخطوة.

لكن قبل البدء في الإجابة عن أسئلتكم بشكل مُباشر، اعتقدت انه من المناسب أن أضع بعض القواعد الذهبية التي أقوم بتطبيقها دوماً مع كل أنواع النباتات التي أمتلكها قبل أن آخذ في الاعتبار اختلافاتهم الفردية.

ورقة من نبتة الفيلودندورن

القواعد الذهبية في العناية بالنباتات المنزلية

1. الإسم

 أسم النبات هو المفتاح الرئيسي للتعرف عليه وعلى احتياجاته. هناك اسماء دارجة للنباتات في مجتمعاتنا، وهناك اسماء رسمية لها. نصيحتي هي محاولة معرفة الاسم الرسمي او العالمي لها ومعرفة عائلتها لأن هذه الخطوة ستُسهل عليكم البحث عنها عن الانترنت وخاصة في وقت المُشكلات التي قد تقابلكم في رعايتها..

ضوء الشمس يتراقص مع نبتة كلاثيا اللهب الأبدي Calathea corcata

2. الضوء هو الأهم

– ان لم يكن في الغرفة مصدر للضوء، فلا يُمكن وضع نباتات بها. مُسمى نباتات الظل لا يعني انها تستطيع العيش في الظلام، بل يعني فقط انها لا تحتاج لضوء مباشر.

– اختيار نوع النبتة يكون على حسب كمية الضوء الموجودة في الغرفة.

– تحديد كمية المياه التي سنسقي بها النباتات تُحدد أيضاً على قوة الضوء الداخل للغرفة و مدى قرب أو بعد النبتة عنه.

3. المياه

– كل نبات قد يختلف في احتياجه للمياه، لكن القاعدة الأولى هو ألا نسقي النبات إلا بعد ان نختبر التربة بأطراف أصابعنا. إذا كان أول 2 سم من التربة جاف ولا تلتصق بأصابعنا فهذا يعني أن وقت السقاية قد حان، إن كانت التربة رطبة ولازالت تلتصق بأصابعنا، يُمكننا الانتظار يوماً آخر.

– قاعدة أخرى مُناسبة لتغير الطقس عبر الفصول : السقاية تكون كل 4 – 5 أيام في الصيف ، و كل 10 أيام في الشتاء. مع ملاحظة ان مصادر التهوية أو التدفئة (مكيفات الهواء، او الدفايات الكهربائية ) قد تؤثر على هذه المدة لذلك يجب في البداية ملاحظة التربة واختبارها كل يوم لمعرفة الوقت المُناسب للسقي.

– السبب الأول في ذبول و موت النباتات المنزلية هو الإفراط في سقايتها. هناك جانبين اما الإفراط في سقيها، أو سقيها أقل مما تحتاج، وانا اعتقد ان الجانب الثاني هو الأكثر أماناً إلى أن نعتاد طبع النبتة ونتعرف على احتياجاتها بشكل افضل.

– الإفراط في سقي النباتات المنزلية قد يؤدي على ما يُسمي بـ ” تعفن الجذور ” وهذه مُشكلة داخلية قد لا نراها بأعيننا لذلك يجب أن نُبقيها دائماً في اعتبارنا، ولا بأس في تفقد الجذور من آن لآخر اما برفع النبات من اصيصه البلاستيكي او بتفقد الجذر من فتحة التصريف ان أمكن.

–  يجب ان يكون لأصيص النبات فتحات لتصريف المياه الزائدة عن الحاجة وإلا ستُصاب الجذور بالتعفن ولن تكون التربة صحية للنبات.

نبات البوتس

4. التربة

التربة الصناعية ( البوتمس ) هي الاختيار الأفضل للنباتات المنزلية. وأهمم ميزاتها من وجهة نظري انها تُقلل من احتمالية اصابة التربة بالنمل وهو أكبر العقبات التي يخاف منها أي شخص يُفكر في اقتناء نبات منزلي.

– في الحقيقة هناك أنواع مُتعددة للتربة الصناعية تتراوح بين مدى مساميتها ونسب العناصر الغذائية التي تحتوي عليها، لكن الموجود في السوق المحلي حالياً هو نوع واحد وليس به كل هذه التنوعات لكنه في نفس الوقت مُناسب لأغلب أنواع النباتات.

أعتقد أنني سأكتفي بهذا القدر كجزء أول حتى لا يتحول المقال لمُجرد سرد لمعلومات دون تطبيق.

في الجزء القادم سأقوم بالإجابة على أسئلتكم المُباشرة والتي ستُغطي مجموعة من النقاط المُختلفة، وستكون إجاباتي مُستوحاه من تجربتي الشخصية بشكل أكبر.