الخميس, أبريل 18

١٧ نصيحة أقدمها لك من تجربتي في العمل عن بعد

غوغل بنترست لينكـد ان تمبلر +

مع توفر الإنترنت صار العمل عن بعد خيارا مميزا للأفراد الراغبين بنوع من الاستقلالية والمرونة في العمل والمغامرة في صيد الفرص

لا يخفى على أحد أن فكرة الوظائف الحكومية و انتظار قطار التعيين أصبح من الأشياء الخرافية التي لا تحدث إلا في مسلسلات التلفزيون وأفلام السينما القديمة، لا يوجد الآن مكاتب للتعيين، ولا يوجد رفاهية اختيار للوظائف والأعمال، بل أصبح الأمر أشبه بالصيد في بحيرة لأسماك البيرانا المفترسة، عليك أن تتدرب وتتعلم وتجرب مئات المرات حتى تتمكن من اصطياد الفرصة أو العمل الذي غالبًا لا يكون هو ما تتمناه أو تحلم به ولكنك توافق مجبرًا لأن هذا هو الشيء الوحيد المتاح أمامك.

ولكن ماذا تفعل إن كان لديك حلمًا معينًا لن تتمكن من عمل أي شيء سواه وتمتلك مهارة تريد الاستفادة بها واستغلالها لتحقيق ربح، ماذا تفعل إن كانت كافة الظروف ضدك ولا تساعدك كي تصل إلى ما تريد، تشعر بأنك محاط بجدران من كل اتجاه تشعر بأنك محاصر بعيون الآخرين وأسئلتهم حول عملك واختياراتك، حان الوقت لتنظر إلى تلك العيون بفخر، لتجيب عن كافة هذه الأسئلة بعملك الجديد المبتكر، عملك الذي لن يكون سهلًا على الإطلاق لكنه سيكون فيما تحب، وما تحلم به.

بداية دعني أعرفك بنفسي فتاة مصرية من محافظة ليست العاصمة، كان حلمي أن أدرس الإعلام هذه الدراسة الرائعة والماتعة، لم أجد فرصتي بعد التخرج على الرغم من أنني حرصت على حضور كافة التدريبات العملية والدورات التأهيلية الخاصة بالإعلام، لكن لسوء حظي ولبعدي عن العاصمة لم أتمكن من الوصول لأي شيء ، عملت في العديد من المهن المختلفة ، المهن البعيدة كل البعد عن الإعلام ، لا أخفي عليكم الأمر كنت أحقق ربحًا معقولًا لكنني لم أكن سعيدة أبدًا.

توقفت عن العمل بسبب ظروف صحية وأجبرت على ملازمة المنزل ، لا أفعل شيئًا إلا مطالعة الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي ، أصبت باكتئاب شديد وكدت أخسر الكثير من الأشياء الجميلة في حياتي ، حتى حياتي نفسها صارت مهددة بسبب سوء حالتي النفسية، أخيرًا كنت أطالع أحد المواقع حتى وجدت إعلان مطلوب محررين من المنزل.

كان الأمر بمثابة طوق الإنقاذ بالنسبة لي، على الفور راسلت صاحب الإعلان وبدأت العمل ، تعلمت الكثير من الأشياء ، وقابلت الكثير من الصعوبات ، وها أنا ذا بعد ثلاث سنوات من العمل أصبحت قلمًا معروفًا إلى حد ما في أوساط الصحافة الإلكترونية وأتمكن من تحقيق ربح شهري مرتفع نسبيًا، لذا قررت أن أناقش معكم تجربتي الشخصية، واضعة أمامكم أهم ١٧ نقطة في العمل عن بعد، وأتمنى أن يتمكن أحدكم من الاستفادة منها بطريقة أو بأخرى.

العمل عن بعد حقيقي وليس هواية

كونك تعمل عن بعد ليس معناه أنك هاو أو تعمل بدون أجر، على العكس تمامًا العمل عن بعد هي فرصة رائعة من أجل التعلم وقطع خطوات كبيرة تجاه المستقبل الوظيفي الذي تحلم به، العمل عن بعد قد لا يكون مردوده المادي كبيرًا في البداية لكنك مع الوقت واكتساب الخبرة ستتمكن من تحقيق دخل جيد جدًا يساعدك في عيش حياة كريمة أنت وأسرتك.

العمل عن بعد يحتاج الالتزام

إن أردت العمل عن بعد يجب أن تعي أنك ملتزم تمامًا تجاه هذا العمل، ليس فقط من أجل أن تعجب الفئات الإدارية في هذا العمل ولكن أيضًا كي تختصر على نفسك الكثير من الوقت، فالتزامك بالوقت سيكسبك احترام الآخرين وثقتهم، و كذلك سيجعلك تحقق الكثير.

الصبر على التحديات الجديدة

العمل عن بعد في البداية ليس مجديًا ماديًا، ولكن مع الصبر و الاستمرار والتعلم واكتساب الخبرة ستجد أن هذا العمل أفضل ماديًا من كثير من الأعمال الأخرى الثابتة التقليدية، كذلك الصبر على التعلم ، اعط نفسك الوقت الكافي للتعلم ، ولا تيأس من أول محاولة ، جرب أكثر من مرة واقرأ وتعلم حتى تتقن عملك وتتفنن في القيام به.

لا تفكر في المال في البداية

للمرة الثالثة أؤكد عليك أن المال يجب ألا يكون هدفك في البداية ، لأنك إن فكرت بهذه ستشعر بالإحباط ولن تحقق أي شيء، وهذا لا يُقصد به العمل المجاني وإنما أقصد ألا تتخذ قراراتك المتعلقة بالعمل عن بعد بناء على الدخل المالي في البدايات.

جرب أكثر من طريقة وأكثر من نوع

هناك العديد من أنواع العمل عن بعد سواء فيما يتعلق بالكتابة أو التسويق أو أعمال التصميمات والبيانات ، وبالتالي يجب أن تجرب أكثر من عمل، وأن تختبر نفسك في عدة أنواع مختلفة من المهام ، اكتشف بنفسك أي الأعمال تحبها أكثر و تتميز فيها أكثر، فأنت لن تعرف ما تبرع فيه أكثر حتى تجرب كل شيء.

اعتمد على الخبرات المتراكمة

لا تتردد من وقت لآخر في قبول أعمال بدون مقابل، وتذكر أن هدفك في البداية يجب أن يكون تراكم الخبرات ، لأن تراكم الخبرات هو ما سيجعلك تحصل على أعمال أفضل وبالتالي أموال أكثر.

احذر من النصب والاحتيال

أنت تتعامل من خلال شبكة الإنترنت في 90 % من الوقت سواء من خلال برامج المحادثة أو البريد الإلكتروني، تحدد الأعمال التي ستقوم بها، وكذلك تحدد الراتب وطريقة القبض، ونادرًا ما يكون في العمل عن بعد لقاءات شخصية، وهو ما يجعلك بشكل كبير تجهل مع من تتعامل، وبالتالي قد تتعرض لمحاولات نصب متعددة، في هذه الحالة أنصحك بأن تقوم ببحث سريع حول الموقع أو الشركة التي ستعمل معها، ويمكنك أن تسأل زملاءك حول الشركة لتتأكد من صدقها أو عدمه.

لا تكرر أخطاءك

حاول أن تستغل أخطاءك وتحولها إلى تجارب إيجابية بالنسبة لك، فإن تعرضت لمشكلة سواء بسبب تنظيمك للوقت أو سوء إدارتك للمشروع الذي تعمل به يجب أن تحاسب نفسك وتتلاشى أخطاءك في المستقبل.

لا تخجل من تساؤلاتك

يجب أن تكون ملمًا بكل ما يحتاج إليه العميل، خاصة ما يتعلق بشكل المشروع النهائي وطريقة تقديم المشروع ومواعيد التقديم، أيضًا لا تغفل عن السؤال عن حقوقك خاصة المادية منها، فهذا حقك أولًا وحق العميل، وسيوفر عليك الوقت والجهد، لأن أسئلتك قد توفر عليك ارتكاب أخطاء وبالتالي العمل على نفس المشروع مرة أخرى بعد الانتهاء منه.

واصل البحث عن فرص عمل

العمل عن بعد رغم كل مميزاته إلا أنه غير ثابت نسبيًا لذا احرص دائمًا على البحث المستمر عن فرص جديدة وأعمال جديدة، فقد تجد عروضًا مميزة وأفضل كثيرًا مما تقوم به في الوقت الحالي.

واصل تطوير نفسك

كي تستمر في العمل وتظل مميزًا يجب أن تستمر في التعلم وتطوير نفسك، وتذكر دائمًا أن أقصر طريق للفشل هو التوقف عن التعلم والتوقف عن تطوير نفسك.

حافظ على الشغف

تذكر أنك تعمل من أجل أن تحقق نفسك وتصل إلى حلمك، بالطبع ستواجه فترات ركود يجب أن تتحداها وأن تعود لشغفك من جديد، إن واجهت أحد هذه الفترات عليك بالتوقف قليلًا، ولو ليوم واحد واسترح ، ابتعد عن العمل وافعل شيء ممتع ومسلي ، حتى تتمكن من العودة من جديد بشغف وحماس إلى عملك.

كن جريئا

هذه النقطة من أهم التحديات، فأنت الآن ستواجه الجميع بعمل، كن جريئا وواجه كل من حولك بهذا العمل، لن أخفي عليك أنك ستتعرض للسخرية ولمحاولات الإحباط، لكنك إن التزمت بالنقاط السابقة أضمن لك أن تتغير كافة وجهات النظر الساخرة والمحبطة إلى محاولات دعم وإعجاب، وقد يطلبون منك أن تدلهم على الطريق أيضًا، فقط كن جريئا واثبت على موقفك.

لا تتردد في الرفض من وقت لآخر

كما سبق وذكرت العمل عن بعد ليس ثابتًا وبالتالي قد تكون مجبرًا على العمل على أكثر من مشروع في نفس الوقت، ولكن يجب أن تضع حدًا لنفسك، وتتعلم متى ترفض من وقت لآخر، حتى وإن كنت تريد أن تبحث عن الطمأنينة المادية والاستقرار، فأنت قد تقع في فخ التشتت وكثرة الأعمال، وحينها ستجد نفسك لا تنجز أي شيء وقد تخسر حينها كل شيء.

تعلم المقارنة والمفاضلة بين العروض

استكمالًا للنقطة السابقة يجب أن تتعلم أن تفاضل دائمًا بين مشروعاتك وأن تختار الأفضل من حيث العمل، وأعتقد أن أهم نقاط المفاضلة هنا درجة حبك لما تقوم به والمتعلقات المادية، لذا إن وجدت عرضًا أفضل أقبل ولكن كما سبق وذكرنا لا تشتت نفسك في أكثر من عمل، أقبل عروض محددة تتمكن من الوفاء بها ولا تكثر العمل على نفسك.

الفراغ ليس شبحًا

هناك أوقات معينة ستجد نفسك لا تفعل أي شيء، ركود في العمل ولا يوجد أي مشاريع جديدة، لا تيأس واستغل الفترة في تعلم أشياء جديدة أو في الحصول على بعض الترفيه، كي تعود بروح حماسية عند بداية العمل مجددًا.

كن واثقًا في نفسك

إن بحثت بجد وكان لديك حلم تصدقه وتسعى نحوه بشغف تأكد أنك ستصل، لا تفقد الثقة في نفسك وتأكد أنك تسير على الطريق الصحيح ، حتى وإن واجهت عثرات في بداية الطريق تأكد أنك ستصل في يومًا من الأيام وتذكر أنك ” لن تهزم ما دمت تقاوم ” استمر!

شارك.

عن الكاتب

لمياء شاهين

خريجة كلية الآداب قسم الاجتماع شعبة الإعلام .. درست الإعلام من وجهة نظر مجتمعية، وغرست في الدراسة شعورًا بالمسؤولية الاجتماعية. المسؤولية الاجتماعية التي خلقت داخلي شعورًا دائمًا يدفعني لمساعدة الآخرين وخدمتهم ومد يد العون لهم. أجد في مقالاتي متنفسًا لأقوم بهذا، ولأدعم المرأة التي تعد أحد أهم وأقوى أركان أي مجتمع، المرأة التي تعاني الكثير ومازالت تعطي بدون ضيق. أحلم أن تصل كتاباتي إلى العالمية وأن تجد طريق النور إلى الشاشة الكبيرة. أتمنى أن أكون واحدة من أهم الأسماء في مجال الكتابة في العالم العربي، وأن أتمكن من مساعدة ملايين النساء من أجل الفوز في معركة الحرية والكرامة والقوة.

اترك تعليق